سورة ق - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)}
{سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ} السائق ملك يسوقه، وأما الشهيد فقيل: ملك آخر يشهد عليه وهو الأظهر، وقيل: صحائف الأعمال، وقيل: جوارح الإنسان.


{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)}
{لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هذا} خطاب للإنسان الذي يقتضيه قوله: كل نفس، يريد أنه كان غافلاً عما لقي في الآخرة، وقيل: هو خطاب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أي كنت في غفلة من هذا القصص؛ وهذا في غاية الضعف لأنه خروج عن سياق الكلام {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ} قيل: كشف الغطاء معاينته أمور الآخرة {فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} أي يبصر ما لم يبصره قبل، وقد ورد: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.


{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)}
{وَقَالَ قَرِينُهُ هذا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} القرين هنا: الشيطان الذي كان يغويه، وقيل: الملك الذي يتولى عذابه في جهنم، والأول أرجح لأنه هو القرين المذكور بعد، ولقوله: {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36] ومعنى قوله: {هذا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}، أي هذا الإنسان حاضر لدي أعتدته ويسرته لجهنم، وكذلك المعنى إن قلنا: إن القرين هو الملك السائق، وإن قلنا: إنه أحد الزبانية فمعناه هذا العذاب لديّ حاضر، ويحتمل أن يكون ما في قوله: {مَا لَدَيَّ}، موصوفة أو موصولة، فإن كانت موصوفة فعتيد وصف لها، وإن كانت موصولة، فعتيد بدل منها، أو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، وما هي خبر المبتدأ على هذه الوجوه، ويحتمل أن يكون {عَتِيدٌ} الخبر وتكون {مَا} بدلاً من هذا أو منصوبة بفعل مضمر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8